قبل
عام، تبدّلتْ ملامح مدينة درنة التي حوّلها الطوفان من حاضرة زاهرةٍ إلى أخرى منكوبة،
مُبتلعًا ثُلثها ملقيًا به -غير مبالٍ بما حمله من بشرٍ وحجر في عرض البحر، في كارثة
اعتبرت الأسوأ في تاريخ ليبيا الحديث، تسببت في تشريد ما يزيد على 45 ألف شخص منهم
أكثر من 16 ألف طفل.
ففي
10 سبتمبر 2023 ضربت عاصفة شبيهة بالإعصار اليونان فأطلقت الأرصاد الجوية اليونانية
عليها اسم "دانيال" على أمل أن يكون خفيفا كما الأعاصير التي حملت نفس الاسم
من قبل
إلا أنه تحول إلى إعصار شديد لا سيما مع وصوله إلى
ليبيا حتى صنّف واحدا من أقوى الأعاصير الممطرة وأشدها في آخر 100 عام ويعد أحد أشكال
التغير المناخي المرعب الذي يضرب العالم وتزداد ضراوته عاما بعد عام
فاجتاحت
الفيضانات والسيول عدة مناطق في شرق ليبيا مما تسبب في مقتل وفقدان المئات وألحقت دمارا
كبيرا بالمنازل والممتلكات والمنشآت في مدن ساحلية شرقي البلاد
وفرضت
السلطات الليبية حظر التجوال وأعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدارس والمؤسسات العامة
كما تم إغلاق أربع محطات نفط رئيسية مؤقتا
وقد
أدى هطول الأمطار التي تقدر بنحو 250 ملم (10 بوصات) في غضون ساعات قليلة إلى فيضانات
واسعة النطاق وانهيارات طينية خطيرة
وأحدثت
العاصفة أيضا دمارا في البنية التحتية لبعض المناطق ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي
وجرف الطرق والجسور كما تعرضت المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة
الأضرار التي تعرضت لها مدينة درنة
محت
الكارثة أجزاء كبيرة من درنة ويقدر بعض المسؤولين مساحة المنطقة التي مُحيت بأنها ربع
المدينة أو أكثر وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة: إن 30 ألفاً
على الأقل شُردوا، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتقع
المناطق والأحياء الأكثر تضرراً على ضفتي وادي النهر الموسمي الذي يمر عبر وسط المدينة
ودُمرت الحواجز الترابية على الضفتين بالأحياء المقامة فوقها دماراً تاماً أو جرفتها
المياه بالكامل. كما تعرضت البنية التحتية لدمار واسع بما في ذلك الجسور.
واقتلعت
مياه الفيضانات والسيول أشجاراً من جذورها وحطمت مئات السيارات التي تناثرت متقلبة
على جوانبها أو أسقفها وشاهد صحافيون من وكالة «رويترز» سيارة معلقة في شرفة الطابق
الثاني لإحدى البنايات وغطى الطمي والطين أغلب المدينة كما تسببت الكارثة في انقطاع
الكهرباء والمياه
أما
عن أعدد القتلى والمفقودين فقد تباينت الأعداد
التي ذكرها مسؤولون عن عدد القتلى والمفقودين، لكن كل التقديرات كانت بالآلاف وفي أكبر
تقدير للحصيلة حتى الآن، قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي لمحطة تلفزيونية إخبارية:
إن عدد القتلى قد يتراوح بين 18 ألفاً و20 ألفاً بالنظر لعدد الأحياء التي ضربتها الكارثة.
كما
أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية
التحتية شملت الطرق والجسور؛ مما أعاق بشدة جهود الإغاثة في ظل تعرض الجسور الثلاثة
الرئيسية في درنة للدمار
وشدد
مسؤولون ليبيون على الحاجة إلى دعم في مجال البحث والإنقاذ ووصلت إلى ليبيا فرق إنقاذ
من مصر، وتونس، والإمارات، وتركيا وقطر.
ووجّه
منقذون نداءات مطالبين بتوفير المزيد من أكياس حفظ الجثث وعبّر الغيثي عن مخاوفه من
تفشي أمراض وبائية بسبب العدد الكبير من الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.
وقال
مسؤولون ليبيون: إن البلاد لم تواجه أبداً كارثة بهذا الحجم لكن جهود الاستجابة والإغاثة
تعقدت بصورة أشد بسبب المشهد السياسي المنقسم في البلاد وتخضع درنة لإدارة شرق البلاد
دور
مجلس النواب و الحكومة في التعامل مع أزمة السيول و الفيضانات
وفي
سبتمبر الماضي أقر مجلس النواب الليبي ميزانية للطوارئ تقدر بـ10 مليارات دينار ليبي
(ملياري دولار) وذلك لمواجهة آثار الفيضانات وإعادة تأهيل المدن المنكوبة، وفق تصريح
سابق أدلى به البرلماني الليبي محمد تامر لوكالة الأناضول.
وأضاف
رئيس البرلمان عقيلة صالح الحكومة أن البرلمان طالب النائب العام بالتحقيق في الكارثة
وتبيان ما إذا كان هناك تقصير.
أتى
هذا بعد كلمة ألقاها صالح خلال جلسة طارئة لبحث تداعيات كارثة الإعصار دانيال، طالب
فيها بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال ستة أشهر فقط.
وقال
إن الحكومة "مطالبة بإعادة الوضع إلى طبيعته في مدة لا تزيد عن ستة أشهر".
و
قد شارك البرلمان بمجهوداته في التعامل مع تداعيات وأزمة إعصار دانيال مع الحكومة الليبية
والقيادة العامة واعتمد سريعا الميزانيات المطلوبة لجبر الضرر وتعويض السكان
كما
حث الحكومة على المزيد من العمل لتوفير السكن والعلاج وتعويض المتضررين في أسرع وقت
ممكن
وأكد
أن البرلمان سيصدر ما يلزم من تشريعات لتوفير الأموال اللازمة لمواجهة التداعيات، مضيفا
أن ما حل بالبلاد "كارثة طبيعية لا مثيل لها، وقوة قاهرة لا يمكن دفعها"
دور
صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بموجب
قرار رئيس مجلس الوزراء السيد "أسامة حماد" رقم (288) لسنة 2023م، تم إنشاء
صندوق إعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة، ليكون نقطة الانطلاق نحو إعادة
بناء وتنمية المناطق المتأثرة جراء إعصار دانيال. يتمتع الصندوق بالشخصية الاعتبارية
والذمة المالية المستقلة ويخضع مباشرة لإشراف رئاسة مجلس الوزراء تهدف مبادرة الصندوق
إلى توفير الدعم المالي والتقني اللازم لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة، مما
يسهم في تحسين الحياة اليومية للمجتمع المحلي. يشمل نطاق الصندوق مشاريع متنوعة مثل
إعادة بناء المدارس والمستشفيات، وصيانة الإسكان، وتأهيل البنية التحتية للمياه والصرف
الصحي.
يعكس
الصندوق رؤية الحكومة لتحقيق تغيير فعّال ومستدام في المناطق المتضررة، مع التأكيد
على التعاون الدولي كمحرك رئيسي لتحقيق النجاح في هذا السياق."
دور
صندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة
افتتح
مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا والمدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار درنة
والمدن والمناطق المتضررة «بلقاسم خليفة» ورافقه في هذه المناسبة المهمة رئيس مجلس
وزراء الحكومة الليبية الدكتور «أسامة حمّاد» جسر الباكور بعد إتمام عمليات الصيانة
الشاملة.
يعد
جسر الباكور رابطاً حيوياً بين الطريق الساحلي الممتد من بنغازي إلى توكرة، وصولاً
إلى المرج ومناطق الجبل الأخضر؛ كما شملت أعمال الصيانة الشاملة للجسر إتمام أعمال
الرصف والتخطيط والتطويق بالحواجز الآمنة، وتركيب شبكات الإنارة، والتي قامت بتنفيذها
الشركة المكلفة.
ويؤكد
هذا الإنجاز على التزام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بتحسين البنية التحتية وتطوير
شبكات الطرق في البلاد لضمان سلامة وراحة المواطنين.
كما
استقبل المهندس «بلقاسم خليفة» السيدة "ستفاني خوري" القائمة بأعمال رئيس
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والوفد المرافق لها، وحضر اللقاء السيد حاتم العريبي
والدكتور عقيلة العبار، والسيد سعد الزوي والسيد ناجي المعداني قدم مدير عام الصندوق
شرحاً مفصلاً عن الاستراتيجية الموضوعة لإعادة الإعمار في المدن والمناطق المشمولة
ضمن الخطة، كما تم استعراض مجموعة من النقاط ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
آخر
مراحل و تطورات التنمية في درنة
بمشاركة
فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار
مفتاح القوي، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية المستشار خالد نجم، حضر السيد رئيس الحكومة
الليبية الدكتور أسامة حماد مساء اليوم حفل افتتاح فندق لؤلوة درنة، بعد إنجاز صيانته
الكاملة وتجهيزه وفق أرقى المواصفات الفندقية العالمية، والذي تعاقد وأشرف على تنفيذه
صندوق إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة، ضمن المشروعات الكبرى لإعادة بناء وإعمار
مدينة درنة.
وقد
حضر افتتاح الفندق عدد من السادة أعضاء مجلس النواب الليبي، والسادة نواب رئيس الحكومة
الليبية، وآمر المنطقة العسكرية الأمنية درنة، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار
ليبيا، ووزراء الداخلية، والعدل، والكهرباء، والاتصالات، والدولة لشئون المرأة، ووكلاء
وزارتي الداخلية والحكم المحلي، ومدير عام جهاز الإمداد الطبي والخدمات العلاجية، وجمع
غفير من مواطني درنة، وعدد من طالبات وطلاب جامعة درنة.
وقد
ألقى السيد رئيس الحكومة الليبية في حفل افتتاح فندق لؤلؤة درنة كلمةً حيّا في مستهلها
الحاضرين وعلى رأسهم فخامة رئيس مجلس النواب الليبي، مرحباً بهم جميعاً شاكراً لهم
مشاركتهم في تدشين وافتتاح أحد أهم المرافق الحيوية والمعالم الهامة بمدينة درنة الزاهرة،
وهو فندق لؤلؤة درنة بعدما تمت صيانته وتجهيزه بكل ما يلزم وعلى أعلى مستوى ليكون في
مصاف الفنادق العالمية..
مستطرداً..
أن هذا المستوى الذي ترونه اليوم على أرض الواقع من جودة التصميم والتنفيذ والتجهيز
كان بجهود أبنائكم وإخوتكم في صندوق إعادة إعمار درنة إدارةً وأعضاء، وكذلك أبناء مدينة
درنة المنضمين للفريق التابع للصندوق، الذين عملوا ليل نهار لتنفيذ تعليمات وتوجيهات
فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وسيادة القائد العام للقوات المسلحة العربية
الليبية المشير أركان حرب خليفة أبوالقاسم حفتر، بخصوص إعادة مدينة درنة وباقي المدن
المتضررة إلى وضع أفضل مما كانت عليه، وها نحن ولله الحمد وبعد أقل من سنة من بدء أعمال
الإعمار والبناء نحصد ثمار هذه المجهودات، بتدشين وافتتاح عدد كبير من المشروعات التي
تم إنجازها وإتمامها على أعلى مستويات الدقة والإتقان في التنفيذ.
وأضاف
السيد رئيس الحكومة الليبية في كلمته / أننا إذا نحتفل بافتتاح فندق جوهرة درنة نقترب
من افتتاح المركّب الرياضي درنة ليتحضن البطولة العربية لـ (الميني فوتبول) ولأول مرة
في تاريخ ليبيا الرياضي.
وتوجه
السيد رئيس الحكومة في كلمته إلى السيد مدير عام صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا، والفريق
المصاحب له من إداريين ومهندسين وفنيين، قائلاً / لقد أثبتم رغم كل التحديات والعراقيل
وضيق المدة الزمنية أنكم قادرون على الوفاء بعهودكم التي ألزمتم بها أنفسكم عند بداية
انطلاق أعمال الصندوق، وأثبتم أنه بالإرادة والعزيمة والنية الصادقة والإخلاص في العمل
يمكن تخطي جميع الصعاب، وإنجاز الكثير من المشاريع الحيوية والاستراتيجية لمدينة درنة.
واختتم
السيد رئيس الحكومة الليبية كلمته بالتوجه إلى أهلنا وإخوتنا وأبنائنا ومشائخ مدينة
درنة الزاهرة مؤكداً أن وقفتهم الجادة وصبرهم ودعمهم اللامحدود لأبنائهم وإخوتهم في
صندوق إعمار ليبيا كان له أبلغ الأثر في نفوسنا جميعاً، وعامل أساسي في نجاح خطط الإعمار
والتنمية، وبجهود الجميع سترجع درنة بإذن الله زاهرةً مزدهرة وبالشكل الذي يليق بأهلها
ويلبّي أحلامهم وتطلعاتهم للعيش الكريم.
المصدر: الحكومة الليبية
التاريخ : 13/10/2024
-----------------------------------
المصدر: الشرق الأوسط
التاريخ : 14/9 2023
------------------------------------
المصدر: الجزيرة نت
التاريخ: 15/9/2024
------------------------------------
المصدر: قناة العربية
التاريخ : 14/9/2023