الــصـــحــة فـــي لــيــبــيــا
فرع بنغازي

إن وضع النظام الصحي في ليبيا الذي لطالما كان فعالاً بات اليوم في وضع حرج للغاية، مما أدى الى غياب الخدمات في المؤسسات الصحية الحكومية، فيما تعاني تلك المؤسسات من ضعف كبير في الدعم الحكومي ونقص الطاقم الطبي ذي الخبرة، والنقص في الأدوية، والمعدات الأساسية، كل تلك المشاكل من نقص في المعدات، وعدم وجود اطقم طبية خبيرة، جعلت المواطن يتجه إلى العيادات الخاصة، وهذا زاد من معاناته التي تضاعفت بسبب التكاليف المرتفعة للعلاج في هذه العيادات الخاصة، ثم توجه المواطن البسيط إلى العلاج في الخارج في تونس أو مصر، للبحث عن خدمات علاجية أفضل، غير أن هذه التجربة انعكست سلبا عليه بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعدم توفر السيولة بشكل دائما مما يجعله يستلف ويحمل على عاتقه ديونا لا يستطيع سدادها فيما بعد، وهناك من يلوم الأطباء من ذوي الخبرة إلى العمل في القطاع الخاص، ولكن لابد لنا ألا ننسى أن هؤلاء هم مواطنون ليبيون أيضا ويعانون مثلما يعاني المواطن العادي من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لذلك فهو يتوجه للقطاع الخاص من أجل الحصول على دخل جيد يساعده في حياته اليومية، لذلك لابد من وقفة جادة من الحكومات المتعاقبة في الدولة الليبية من أجل حل مشكلة قطاع الصحة الذي يعتبر القطاع الأهم بعد قطاع التعليم، وتوفير الأجهزة والمعدات، وتوفير العلاج ذو الجودة العالية للمواطن، كما يجب الالتفات وإعادة اعمار المستشفيات العامة ، بدلا عن أنشاء مستشفيات خاصة قد لا تلبي احتياجات المواطن العادي وتكون فوق قدراته المادية.

تواجه النظام الصحي في ليبيا العديد من التحديات، ومن أبرزها:

1- قلة الاستثمار في البنية التحتية الصحية وعدم تحديث المنشآت الصحية الحالية.

2- نقص الإمكانيات الطبية والعدائية من الأدوية والمعدات الطبية.

3- قلة عدد الأطباء والممرضين المؤهلين بشكل جيد.

4- عدم توفير علاجات بديلة للمرضى بعد نفاد العلاجات الأساسية.

5- انعدام الأمن في بعض المناطق، مما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية صعبًا بالنسبة للمواطنين.

6- الصراعات والصراعات المسلحة التي تعرض البنية التحتية الصحية لأضرار في معظم المناطق.

7- عدم التزام الحكومة الليبية بتخصيص نسبة معينة من الميزانية للقطاع الصحي وتطوير البنية التحتية الصحية.

تسمح الصحة العامة الجيدة لليبيين أن يعيشوا حياة أكثر اكتمالاً وأكثر سعادة. ومع ذلك، فقد كشفت التقديرات أن النظام الصحي في ليبيا يواجه تحديات كبيرة في توفير الرعاية الصحية الجيدة. ويقوم نظام الرعاية الصحية في ليبيا على نموذج الرعاية الصحية الأولية مع شبكة من المراكز والعيادات التي تخدم المجتمعات المحلية. وقد أدى افتقار مرافق الرعاية الصحية الأولية للإمكانات والكوادر إلى تدني مستوى جودة الرعاية الصحية، وبالتالي إثقال المستشفيات الكبرى بأعباء تفوق مواردها وامكانياتها. كما أن نظام الرعاية الصحية لدينا يفتقر أيضا إلى الأخصائيين الأكفاء لتلبية احتياجات المرضى، والجرحى، والمسنين، وفي مجالات أخرى هامة كصحة الحوامل، وعلاج الأمراض النفسية والعقلية والأمراض غير المعدية والاستخدام السيء للأدوية. ومع أن خدمات الرعاية الصحية تُقَدَم في ليبيا بالمجان، إلا أن وتيرة الإنفاق الخاص على الرعاية الصحية المتخصصة لتلقي العلاج في الخارج تصاعدت بسبب عدم الثقة في جودة الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات الليبية.

الــتــوصـيـــات

1.  ضرورة اعتماد قوانين عادلة ومناسبة للتأمين الطبي.

2.  زيادة مخصصات قطاع الصحة في الميزانية العامة للدولة.

3.  الاهتمام بالطب الوقائي والتوعية الصحية.

4.  رفع مرتبات الأطباء والعناصر الطبية العاملين في القطاع العام للصحة.

5.  يجب الاهتمام بالمستشفيات العامة ودعمها.




 

المراجع :

( ب ، ن ) ، (ب ، ت ) ، توفير الرعاية الصحية النوعية للجميع ، احياء ليبيا.

أ. علي عبدالجليل الغزالي ، 1.1.2022 ، نظم المعلومات الصحية الالكترونية ودورها في تحسين جودة الخدمات الصحية ، مجلة العلوم الإنسانية والطبيعية.

المقالات الأخيرة