الانتخابات
الرئاسية الأمريكية 2024
العرس
الانتخابي
مع
بدء ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، ستسود صورة خارطة الولايات المتحدة المظللة بالأحمر
والأزرق رمز الحزبين الجمهوري والديمقراطي، شاشات القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية،
يترقب العالم باهتمام بالغ نتائج السباق نحو البيت
الأبيض، الذي يحمل طابعًا معقدًا في بعض الأحيان فقد يفوز المرشح بولايات أصغر مساحة،
بينما يحصل المرشح الخاسر على أصوات ناخبين أقل من تلك التي حصل عليها الرئيس المنتخب,
هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التعقيد، وكذلك
الولايات التي ستحدد الفائز بالسباق الرئاسي، علاوة على ذلك، سيتطرق الحديث إلى الاستحقاقات
الانتخابية الأخرى التي ستجرى في نفس اليوم، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى المشهد
الانتخابي.
موعد
الانتخابات و المنافسة الرئاسية
تُجرى
الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل أربع سنوات، وعادةً ما يتم تحديد يوم الانتخابات
في يوم الثلاثاء من 5 نوفمبر، ومع ذلك، فإن القانون الأمريكي ينص على أن الانتخابات
تُجرى في الثلاثاء الذي يلي أول اثنين من نوفمبر، هذا يعني أنه في حال تزامن الأول
من نوفمبر مع يوم الثلاثاء، سيتم تأجيل الانتخابات إلى الثلاثاء الثاني من الشهر، يُعتبر
هذا التوقيت جزءًا من تقليد طويل الأمد، حيث يهدف إلى ضمان مشاركة الناخبين في أجواء
مريحة، مما يجعل الفترة الزمنية لإجراء الانتخابات تتراوح بين الثاني والثامن من نوفمبر.
ستشهد
انتخابات عام 2024 مواجهة مثيرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري
وكامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، مرشحة الحزب الديمقراطي، تعتبر هذه المنافسة
واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في التاريخ الحديث، حيث تكتسب الديناميكيات بين المرشحين
طابعًا شخصيًا وسياسيًا في آن واحد.
ومع
ذلك، فإن قائمة المرشحين لا تقتصر فقط على ترامب وهاريس، هناك عدد من المرشحين الذين
قد لا يحققون فرصًا حقيقية في المنافسة، من بينهم جيل ستاين، الناشطة والطبيبة ومرشحة
حزب الخضر، التي تدعو إلى استراتيجيات وطنية فعالة لمكافحة الاحتباس الحراري، أيضاً،
يخوض شيس أوليفر، الناشط مرشحًا عن الحزب الليبرتاري، حيث يروج لبرنامج يدعو إلى وقف
الدعم العسكري لإسرائيل وأوكرانيا وإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج، بينما
يطالب الأكاديمي والناشط المستقل كورنيل وست عبر برنامجه الانتخابي، بتقليص الإنفاق
العسكري بشكل كبير وتحمل الدولة تكاليف الرعاية الصحية.
النظام
الانتخابي و الولايات المتأرجحة
يعتمد
النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي على المجمع الانتخابي، الذي يلعب دورًا محوريًا
في تحديد الفائز بناءً على توزيع السكان في الولايات، يتكون المجمع الانتخابي من
538 عضوًا، ويعتمد عدد أعضائه وتوزيعهم على تركيبة الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ،
يضم الكونغرس 535 عضوًا، بما في ذلك 100 عضو في مجلس الشيوخ (عضوان عن كل ولاية) و435
عضوًا في مجلس النواب موزعين بحسب عدد سكان كل ولاية.
على
سبيل المثال، ولاية كاليفورنيا، التي تُعد الولاية الأكبر من حيث عدد السكان، تملك
54 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وهو نفس عدد ممثليها في الكونغرس (عضوان في مجلس الشيوخ
و52 عضوًا في مجلس النواب)، في المقابل، تمثل ولاية ألاسكا، رغم مساحتها الشاسعة التي
تتجاوز مليون ونصف مليون كيلومتر مربع، بثلاثة أعضاء فقط في المجمع الانتخابي، لأنها
من بين الولايات الأقل كثافة سكانية في البلاد، في نفس السياق، تتمتع ولاية فلوريدا
بتمثيل كبير في المجمع الانتخابي، حيث لديها 30 ممثلاً، وهو ما يعادل عدد ممثلي 9 ولايات.
للفوز
بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، يحتاج المرشح إلى الحصول على 270 صوتًا على الأقل
من أصوات المجمع الانتخابي، يعتمد النظام الانتخابي الأمريكي على قاعدة "الفائز
يحصد كل شيء"، مما يعني أن المرشح الذي يحصل على أكثرية الأصوات في ولاية معينة،
يحصد جميع أصواتها في المجمع الانتخابي حتى لو كان الفارق بينه وبين منافسه ضئيلاً
للغاية، هذه القاعدة، التي تُطبق في أغلب الولايات باستثناء ولايتي ماين ونبراسكا،
هي السبب في أن نتائج تصويت أعضاء المجمع الانتخابي قد تختلف في بعض الحالات عن نتائج
تصويت مجموع سكان البلاد، على سبيل المثال، في عام 2016، حصلت هيلاري كلينتون على نحو
ثلاثة ملايين صوت أكثر من دونالد ترامب، لكنه تمكن من الفوز بالانتخابات بعد أن حصل
على تأييد 304 من أعضاء المجمع الانتخابي.
وتُعتبر
بعض الولايات نتيجة السباق الرئاسي فيها شبه محسومة، إذ يميل سكانها بشكل كبير إلى
أحد الحزبين، مما يجعل الحملات الانتخابية فيها ليست بالكبيرة، فتعتبر "آمنة"،
على سبيل المثال، تصوت ولاية كاليفورنيا لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي منذ عام
1992، ولهذا فإن فوز كامالا هاريس فيها لن يكون مفاجئًا، وبالمثل، إذا فاز ترامب بولاية
تكساس، التي تصوت للمرشحين الجمهوريين منذ عام 1980، فلن يكون ذلك غريبًا.
أما
على الجانب الآخر، توجد ولايات تُعتبر متأرجحة، حيث تكون نتيجة تصويتها غير محسومة،
تحظى هذه الولايات باهتمام كبير من قبل الحملات الدعائية للمرشحين، إذ يُعتبر الفوز
فيها مفتاحًا لدخول البيت الأبيض يعتقد مراقبون أن هناك سبع ولايات متأرجحة قد تحسم
السباق الرئاسي لعام 2024، وهي نيفادا، وأريزونا وجورجيا، وبنسلفانيا، وميتشغان، وويسكونسن،
بالإضافة إلى ولاية نورث كارولينا، التي صوتت لصالح ترامب في الانتخابات الأخيرة، يسعى
ترامب إلى استعادة الفوز في الولايات المتأرجحة التي خسرها قبل أربع سنوات، بينما ستبذل
كامالا هاريس جهودًا للحفاظ على تقدم الحزب الديمقراطي فيها.
ترامب
وهاريس..الديمقراطية أم الجمهورية
جهود
كبيرة يبذلها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس
في آخر يومين قبيل موعد الانتخابات التركيز بالتأكيد على الولايات المتأرجحة في محاولة
واضحة من المرشحين لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات فهذه الولايات هي التي ترجح كفة مرشح
على آخر عادة.
وفي
تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، انتقد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية
دونالد ترامب نتائج استطلاع يظهر تأخره أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في
ولاية أيوا، ووصفه بأنه مزيف.
أما
المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فقالت إن هناك من يريد إحداث الانقسام في المجتمع
الأميركي. ودعت هاريس إلى تكريس العدالة والديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.
ويحتدم
التنافس والسباق بين ترامب وهاريس لكسب أصوات الناخبين خصوصا المسلمين والعرب، إلا
أن هذه الفئة من الناخبين قد تميل للتصويت لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين الذي
تعد طروحاته وسطية في كافة الملفات الاقتصادية و السياسية.
في
هذا السياق، أفادت كبيرة الباحثين في معهد الشرق الأوسط، الدكتورة رندا سليم، خلال
حوارها مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، بأن عددا كبيرا من الأميركيين قاموا بالتصويت،
مشيرةً إلى أن هذه الخطوة لن تؤثر بشكل ملحوظ على نتيجة الاستطلاع، مضيفة:
-
تؤثر استطلاعات الرأي على الفئة القليلة المتبقية التي لم تحدد وجهتها بعد فيما يتعلق
بالتصويت.
-
يركز الاهتمام في الوقت الراهن على الصوت العربي خلال عملية التصويت.
-
وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، تحصل مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين على 13% من أصوات
العرب الأميركيين، في حين أن كل من ترامب وهاريس يتساويان في هذه الأصوات.
-
حصلت مرشحة الحزب الأخضر، جيل ستاين، على 13% من أصوات العرب الأميركيين الذين يشعرون
- بالاستياء تجاه سياسة بايدن ونائبته هاريس
بشأن غزة وقضية الشرق الأوسط.
-
يواجه الناخب العربي والإسلامي الأميركي صعوبة أثناء عمليات الاقتراع، نتيجة التحديات
التي يفرضها عملية الاختيار بين المرشحين الذين يمتلكان سجلاً سيئة مع العرب.
أكثر
من 3 ملايين مسلم يصوتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
يحتل
الإسلام المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية،
ووفقًا لأحدث الدراسات، يوجد حوالي 4.45 مليون مسلم في البلاد، وهو ما يمثل حوالي
1% من إجمالي السكان
ويرتكز
وجود المسلمين بشكل كبير في كل من ولاية فرجينيا وولاية أريزونا، وبدرجة ثانية في ولايات
نيويورك، ونيوجيرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي، وفلوريدا، وميشيغان، بالإضافة إلى ألاباما،
تكساس تينيسي
وبفضل
حضورهم الكبير في الولايات المتأرجحة الرئيسية، فإن الناخبين المسلمين لديهم القدرة
على التأثير ليس فقط على الانتخابات الرئاسية، بل وأيضاً على انتخابات الكونجرس والولايات
والانتخابات المحلية
و
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية 2024، بدأت الأنظار تتجه نحو أصوات الكتلة المسلمة،
والتي ستكون أصواتها مهمة ولها تأثير على نتائج الانتخابات في ظل تسابق غير مسبوق للمرشحين
دونالد ترامب وكامالا هاريس للحصول على دعم هذه الفئة.
بحسب
آخر تعداد سكاني أمريكي أجري عام 2018، فإن عدد السكان المسلمين في أمريكا يزيد عن
أربعة ملايين و953 ألف شخص، يتواجد أغلبهم في ولايات الساحل الشرقي والغربي لأمريكا.
ويقدر
عدد المسلمين المسجلين للتصويت في الانتخابات الأمريكية بـ3 ملايين ونصف مليون مواطن
في جميع أنحاء البلاد، حسب أرقام أعلن عنها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير).
ويتركز
وجود المسلمين في أمريكا بعدد أكبر في كل من ولاية كاليفورنيا، ونيويورك، وفيرجينيا
وميريلاند، وإلينوي، بالإضافة إلى ثلاث ولايات تعتبر من الولايات المتأرجحة القادرة
القادرة على حسم السباق وهي ولاية ميشيغان، وجورجيا، وبنسلفانيا.
وتعتبر
ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا ولايات متأرجحة غير محسومة، لا تخضع لسيطرة الجمهوريين
أو الديمقراطيين، ويكون الفوز فيها دائماً بفارق ضئيل، لهذا يعتمد عليها المرشحون على
مر التاريخ لتحسم نسبة الفوز.
وستُجرى
الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، وتُظهر استطلاعات الرأي أن
المنافسة بين هاريس ودونالد ترامب متقاربة، إلا أن هاريس تتقدم بفارق عدة نقاط مئوية،
بينما يتقدم ترامب في ولايات رئيسية مثل ميشيغان وويسكونسن.
المصدر: عربي بوست
التاريخ : 3/11/2024
---------------------------------
المصدر: سكاي نيوز عربية
التاريخ : 4/11/2024
--------------------------------