التـصـحـر فـي ليـبيـا
WhatsApp Image 2022-03-29 at 12.29.33 AM

مقدمة

التصحر هي العملية التي تصف تدهور الأراضي وقلة الإنتاجية البيولوجية أو الحيوية للأراضي الجافة وشبه الجافة، وهي تؤدي إلى تهديد جميع الأنظمة البيئية الجافة مثل الصحارى، والمراعي، والأراضي العشبية، وغيرها. وقد يحدث التصحر بسبب بعض العوامل الطبيعية، مثل: تغيّر المناخ، أو بسبب بعض الأنشطة البشريّة الخاطئة، مثل: إزالة الغابات، والرعي الجائر، وممارسات الريّ غير المستدامة، بالإضافة إلى غيرها من الأنشطة، وتعدّ ظاهرة التصحّر من أكبر القضايا المهمة ذات التأثيرات الخطِرة على المدى البعيد

. ويعتبر التصحر مشكلة عالمية تعاني منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم، ويعني تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية، ويؤثر التصحر على نسبة الإنتاج النباتي لبعض المزروعات وهذا ينعكس على انتشار الجفاف في العديد من المناطق خصوصا في الوطن العربي

الأنشطة البشرية التي تسبب التصحر

هناك عدة اساليب خاطئة للبشر تؤدي للتصحر وهي

الرعي الجائر: يعد الرعي الجائر من أهم المشكلات التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة التصّحر، وهو يهدد العديد من المناطق التي بدأت بالتحول إلى صحراء، فوجود الكثير من الحيوانات التي تمارس الرعي الجائر في مناطق معينة، يؤدي إلى التأثير على نمو النباتات، ويهدد تلك المنطقة بالتصحر. _قطع الأشجار: إنّ قطع الأشجار وإزالتها يُساهم بشكل كبير في حدوث عملية التصّحر، فجميع الجوانب الحياتيّة في المنطقة تنعدم عند غياب النباتات والأشجار

الإفراط في سحب المياه الجوفية: إنّ عملية السحب المفرط للمياه الجوفيّة تؤدي إلى نضوب كمياتها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ظاهرة التصحر  تلوث التربة: يعدّ تلوث التربة سبباً مهماً لحدوث التصحر، حيث إنّ تلوث التربة نتيجة الأنشطة البشرية المختلفة يؤدي إلى تدهور التربة مع مرور الوقت، الأمر الذي يؤثر على نباتات هذه المناطق وظروف معيشتها

 التعدين: يعتبر التعدين سبباً مهماً لحدوث التصحر، فعند استخراج كميات كبيرة من الموارد يتم استخدام مساحات شاسعة من الأراضي، مما يؤدي إلى إزالة الغابات هناك، إضافة إلى تلوث المناطق المجاورة

 الممارسات الزراعيّة الخاطئة: يستخدم بعض المزارعين كميات مفرطة من الأسمدة ومبيدات الآفات، وذلك لزيادة إنتاج محاصيلهم، ولكن هذا الأمر يؤدي إلى أضرار على التربة مما يجعلها مع مرور الوقت أراضٍ غير صالحة للزراعة وغير مناسبة للأغراض الزراعيّة، وبالتالي بدء حدوث ظاهرة التصحر فيها


التـصـحـر فـي ليـبيـا 

التي يسببها التصحر في ليبيا هي فقد الإنتاج الزراعي الوطني أو انخفاضه بشكل يضطر الحكومات إلى اللجوء للمساعدات الدولية حتى في السلع الأساسية. نحن نعلم أن ليبيا بلاد تقوم أساساً على قطاع النفط ولا تعتمد في ميزانياتها بشكل كبير على الإنتاج الزراعي، إذ أن نسبة الأراضي الزراعية في ليبيا لا تتجاوز أربعة في المئة بحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والحديث هنا ليس عن طموح في إنتاج زراعي يرفع الدخل القومي أو ينافس إنتاج دول زراعية أخرى، لكن الإنتاج الزراعي لكل بلد هو ضرورة لأجل تحقيق الأمن الغذائي على الأقل فيما يخص الحبوب والأعلاف والمحاصيل الاستراتيجية، كما أنه يوفر تنميةً وفرص عمل لسكان تلك المناطق، بدلاً من تحركهم جماعيا نحو المدن بحثا عن قوتهم وأرزاقهم

. وكانت ليبيا على مدى عقُود لها تاريخ من المقاومة للتصحر ، فقد استطاعت ليبيا أن تقلل من سرعة زحف الرمال نحو الشمال، وأن تقلل من خسائر تدهور الأراضي، وذلك عبر تجربة استصلاح الأراضي المعروفة دولياً بالتجربة الليبية في مقاومة التصحر والتي اتبعتها فيما بعد دول أخرى كالسعودية وإيران وغيرهما، وفي عام 1961 اعتمدت هذه الفكرة في ليبيا، ولم تأت نتائجها في تثبيت التربة وصدّ الرياح الرملية إلا بعد سنوات من العمل والإنفاق والصبر، وقد لجأت السلطات آنذاك لمساعدة من الأمم المتحدة في تنفيذ الفكرة، بعد أن وجدت نفسها عاجزة أمام تدهور الأراضي وتصحر التربة، الذينِ كلفا البلاد خسائر كبيرة. وصرحت جمعية أكسجين لحماية البيئة – وهي جمعية أهلية تهتم بحماية البيئة – إن كميات الرمال التي بدأت تتكدس على جوانب الطريق الساحلي ووسط الطرق ارتفعت بشكل ملحوظ منذ جرائم اختفاء الغابات

.. وتحدثت الجمعية بعد لقاءات مع بعض الأهالي أن معدل الأتربة التي تدخل البيوت والمدارس اصبح ملحوظا أكثر، وأصبح الناس يرفعون الإنفاقات أثناء البناء والتشييد لمنع دخول الغبار الذي اصبح منتشراً بشكل كبير ويحجب الرؤية ويتكدس في وسط الطرق بشكل غير مسبوق. واختفاء الغابات حول بعض المدن الليبية أدت إلى أعراض سلبية في مقدمتها: تسريعُ حدوث التعرية الريحية للتربة، وهذه التعرية هي السبب في ازدياد العواصف الرملية في المدن الليبية وكان اختفاء الغابات التي كانت تثبّت هذه التربة وازدياد ظاهرة التصحر سيسببُ كذلك في هدر كميات ضخمة من المياه الجوفية على الزراعة بسبب تغير طبيعة التربة، وذلك سيؤدي إلى زيادة ملوحة التربة والمياه. ولظاهرة التصحر آثار عدّة تؤثر على البيئة والمجتمع، وأهمها: صعوبة الزراعة في الأراضي التي تعرضت للتصحر، وزيادة فرص حدوث الفيضانات، وانتشار المجاعات، بالإضافة إلى تحويل المياه إلى مياه رديئة وسيئة وملوثة، وحدوث زيادة في الكثافة السكانيّة، وبالتالي انتشار الفقر


 المراجع

  أفنان ربيع، 19/ أكتوبر/ 2021 ، اسباب التصحر ، جيولوجي

معاذ الشيخ ، 26/ اكتوبر /2021، ليبيا تواجه خطر التصحر، فرانس 24

المقالات الأخيرة