يحتفل شعبنا غدا الثلاثاء بالذكرى
73 للاستقلال، وهي المناسبة التي توجت نضال الليبيين الذين ضحوا وبذلوا ليروا هذا الوطن
منعما باستقلاله وحريته بعد عقود من الاحتلال الإيطالي الذي وطئت أقدامه الأراضي الليبية
في العام 1911م.
واستمر النضال ضد الاحتلال الإيطالي
حتى صدر قرار الأمم المتحدة بمنح ليبيا الاستقلال في نوفمبر العام 1949 بعد خمس سنوات
من انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وفي 24 ديسمبر من العام
1951، أعلن الملك الراحل إدريس السنوسي من شرفة قصر المنار ببنغازي استقلال ليبيا.
وقال في خطاب الاستقلال: نعلن
للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذا لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر
في 21 نوفمبر 1949، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة.
الاحتلال الإيطالي لليبيا
خضعت ليبيا لسيطرة الدولة البيزنطية
حتى عام 647، حيث فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص فأصبحت ليبيا جزءاً من الدولة
العربية الإسلامية في العهد الراشدي، ثم الأموي فالعباسي، احتلتها الدولة العثمانية
في عام 1551 وبقيت تحت سيطرتها حتى عام 1911، عندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة
العثمانية بهدف الاستيلاء على ليبيا، حيث نزلت القوات الإيطالية في طرابلس في الخامس
من تشرين الأول/أكتوبر في عام 1911.
وعندما واجههم الليبيون والعثمانيون
ومنعوهم من احتلال ليبيا، قامت إيطاليا بمهاجمة مدن أخرى خاضعة للدولة العثمانية، نتيجة
لذلك رضخت الدولة العثمانية وتنازلت عن ليبيا لإيطاليا بموجب معاهدة لوزان الموقعة
بين الطرفين في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر في عام 1912، بذلك أصحبت ليبيا مُستعمَرة
إيطالية.
مقاومة شعبية وظروف دولية مساعدة
للاستقلال
قاوم الليبيون الاحتلال الإيطالي
منذ وطأة أقدامه أرضهم، وأشهر الثورات الليبية ضد الاحتلال ثورة عمر المختار التي بدأت
في عام 1911 واستمرت حتى عام 1931، حيث تمكنت قوات الاحتلال الإيطالي من إلقاء القبض
عليه وحكمت عليه بالإعدام شنقاً.
استمرت المقاومة ضد الاحتلال
الإيطالي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث قام الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا) بمحاصرة سواحل ليبيا لإخراج إيطاليا منها في عام 1941، وتمكن الحلفاء من
السيطرة على ليبيا في عام 1943، حيث تخلّت إيطاليا رسمياً عن ليبيا بموجب معاهدة باريس
الموقعة بينها وبين الحلفاء في عام 1947، وبموجب ذلك أصبحت ليبيا مقسمة إلى قسمين،
الأول يضم طرابلس وبرقة تحت الاحتلال البريطاني، والثاني يضم فزان تحت الاحتلال الفرنسي.
لكن الليبيين رفضوا الخضوع لاحتلال
جديد، فأعلن إدريس السنوسي استقلال إمارة برقة في الأول من شهر مارس من عام 1949، ثم
رُفعت القضية الليبية إلى الأمم المتحدة التي قررت استقلال ليبيا في الحادي والعشرين
من شهر نوفمبر من عام 1949، نتيجة لذلك انسحبت القوات الفرنسية والبريطانية من ليبيا
في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر في عام 1951، ليصبح هذا اليوم "عيد استقلال
ليبيا".
حكام ليبيا منذ الاستقلال وحتى
عام 2011 وحالة الاضطراب
حكم ليبيا منذ الاستقلال في
الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1951، حاكمان الأول؛ هو الأمير إدريس السنوسي
الذي أصبح ملكاً بموجب دستور عام 1951 واستمر في الحكم حتى عام 1969.
أما الحاكم الثاني فهو معمّر
القذّافي، الذي وصل إلى السلطة بموجب انقلاب الفاتح من سبتمبر عام 1969 حيث أعلن النظام
الجمهوري واستمر في الحكم حتى عام 2011، حيث اندلعت ثورة ضده ونجحت نتيجة التدخل الدولي
في وضع حد لحكم القذّافي الذي قُتل في عام 2011 (هناك روايات متناقضة حول ظروف مقتل
القذافي منها ما يشير إلى تأثره بجراح نتيجه غارة للتحالف الدولي أدت إلى وفاته بعد
وقوعه في أيدي الثوار، ومنها ما يشير أنه قتل على أيدي الثوار).
ومنذ ذلك التاريخ لم تستقر الأوضاع
في ليبيا، صحيح أن الليبيين اتفقوا على إسقاط حكم القذّافي واستعادوا علم الاستقلال
وحافظوا على النظام الجمهوري ووضعوا دستوراً جديداً للبلاد في عام 2013 إلا أن كثرة
الميليشيات المسلحة جعلت البلاد تعيش حالة اضطراب أمني نتيجة الفشل في ضم هذه الميليشيات
تحت قيادة واحدة اسمها الجيش الليبي
أخيراً.. يقال: "في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف"، ينطبق هذا المثل على ليبيا، فعندما كانوا متحدين تمكنوا من هزيمة المحتل، كما تمكنوا من تغيير نظامهم السياسي، لكنهم عندما اختلفوا فشلوا في تأسيس نظام سياسي يؤمن لهم الأمن والاستقرار، ليبقى الأمان حلم كل ليبي مع مرور كل ذكرى لعيد الاستقلال.
المصدر: عين ليبيا
التاريخ : 23/12/2024
--------------------------------
المصدر: وكالة الأنباء الليبية
التاريخ : 23/12/2024