هل الاتحاد الأوروبي جاد بشأن منح أوكرانيا عضويته
فرع بنغازي

تنتظر أوكرانيا على أبواب كل من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي للانضمام إليهما، لكن قادة الناتو خيبوا آمال كييف في قمتهم الأخيرة التي انعقدت في ليتوانيا الأسبوع الماضي، حين اكتفوا بإصدار بيان مبهم يَعِدُ بدعوتها مستقبلا للانضمام إلى الحلف عندما “يتم استيفاء الشروط” اللازمة لذلك.

ويبرز مقال تحليلي نشرته مجلة فورين بوليسي أن الناتو تحلى بالصدق على الأقل عندما أفصح عن وجود عقبات يتعين على الحلفاء التغلب عليها قبل ضم أوكرانيا. وهو موقف مختلف كلياً عن موقف الاتحاد الأوروبي والرسائل التي يبعث بها فيما يتعلق بمنح عضويته لأوكرانيا.

ويقول كاتبا المقال ماكس بيرغمان المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، وإلك تويغور، وهو زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية؛ إذا كنت تعتقد أن مسار أوكرانيا للانضمام إلى الناتو شائك، فانتظر حتى ترى ما سيحدث عندما يطرح موضوع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي بشكل جاد.

ويرى الكاتبان أن ما يعرب عنه المسؤولون الأوروبيون من استعداد لضم أوكرانيا للاتحاد والترحيب بذلك ليس مقرونا بأي إجراءات عملية لتحقيقه.

ومنذ الموافقة على ترشحها لعضوية الاتحاد الأوروبي في يونيو/ 2022 يضغط المسؤولون الأوكرانيون من أجل انطلاق مفاوضات الانضمام للاتحاد بحلول نهاية هذا العام، وربما في اجتماع المجلس الأوروبي المقرر عقده في ديسمبر المقبل.

وفيما تعمل أوكرانيا بوتيرة سريعة للانضمام للاتحاد الأوروبي، فإن بروكسل والدول الأعضاء في الاتحاد لا تبذل جهدا يذكر للاستعداد لاستيعاب أوكرانيا. وبالتالي يقول الكاتبان إن خطاب قادة الاتحاد الأوروبي المُحلِّق بشأن عضوية أوكرانيا لا يتطابق مع أفعالهم.

مــعــوقـــات

ويرى المقال أن استيعاب دولة بحجم أوكرانيا مزقتها الحرب، وسكانها من ذوي الدخل المنخفض، يتطلب تمويلا هائلا لإعادة الإعمار، وهو ما سيتطلب بدوره تغييرا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي وسياساته وميزانيته المالية.

ويرجح الكاتبان أن يؤدي ذلك إلى نشوب صراعات شرسة على الأقل بين أعضاء الاتحاد الأوروبي الحاليين حول توزيع أموال اتحادهم. لذلك، يقولان إنه لو كان قادة الاتحاد الأوروبي جادين حقا بشأن منح أوكرانيا العضوية، لكانت جهود إصلاح الاتحاد تجري الآن على قدم وساق.

وعدد المقال جملة من المعوقات التي تحول دون انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وأهمها المعوقات المالية المتمثلة في التأثير الهائل لعضوية أوكرانيا على ميزانية الاتحاد الأوروبي، حيث سيكون على الدول الأعضاء الأكثر ثراء -مثل ألمانيا وفرنسا- زيادة مساهماتها المالية بالحلف بشكل كبير.

كما أن توسع الاتحاد من شأنها أن تحد من قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ القرارات وتبني قوانين وسياسات جديدة.

وخلص المقال إلى أن الأوكرانيين يقاتلون من أجل مستقبلهم الأوروبي، وعلى قادة الاتحاد الأوروبي الآن القيام بما يلزم لضم أوكرانيا للاتحاد، ويقتضي ذلك العمل على الإصلاحات التي طال انتظارها لمؤسسات الاتحاد وعملياته الضرورية لمنح أوكرانيا العضوية، وهذا ما سيجعل الحلف أوسع وأقوى في آن.







المراجع:

_ (ب، ن)، 11.6.2023، بعد ضغوط كييف.. الاتحاد الأوروبي يحسم جدل عضوية أوكرانيا، العربية سكاي نيوز.

_ (ب، ن)، 18.7.2023، مقال بفورين بوليسي: هل الاتحاد الأوروبي جاد بشأن منح أوكرانيا عضويته؟، الجزيرة.

 

المقالات الأخيرة