المقدمة
تُعدّ مشكلة تلوث البيئة من أكثر المشاكل المؤرّقة لجميع دول العالم، ويتعدّى هذا التلوث المكان الذي يحصل فيه ليُصبح ت
أثيره كبيرًا وشاملًا؛ لقدرة الملوّثات البيئية على الانتقال إلى العناصر البيئية المختلفة، خاصة من خلال الماء والهواء، فالتلوث الذي يطال أي عنصرٍ في البيئة يُؤثر على العناصر الأخرى فيها، بصفتها مرتبطة ومتأثرة ببعضها بعضًا، والتي تحتاج إلى وضع حلول ناجحة للحدّ منها قدر الإمكان، لتقليل الملوّثات والمواد الضارّة التي تؤثر على جودة الماء والهواء والتربة، وغيرها من عناصر البيئة التي يُعدّ الإنسان جزءًا أساسيًا منها، لهذا فهو يؤثر ويتأثر بها
تُسبب ملوّثات البيئة تغييرًا في الخصائص الطبيعيّة لعناصر البيئة، حيث تُغيّر خصائصها الفيزيائية والكيميائية والحيوية، وينعكس هذا سلبًا على الإنسان والكائنات الحية الأخرى، سواء على النباتات أم الحيوانات، أما أسباب تلوّث البيئة فهي كثيرة ومتشعّبة، وزادت بنسبة أكبر مع التقدم التكنولوجي واختراع الآلات ووسائط النقل، ومنها ما لا يُمكن حصره أو السيطرة عليه؛ لأنّها ملوّثات تحتاج آثارها إلى مئات السنوات للتخلّص منها، وهي الملوّثات الثابتة في البيئة، خاصة تلك التي تكون بسبب المواد النفطية، ويكون ضررها أشدّ وطأة على عناصر البيئة؛ لأنّها لا تتحلل بسهولة مثل: المواد البلاستيكية والملوثات الصناعية التي تُنتج معادن ثقيلة وتلقيها في المسطحات المائية، التي يُعرف عنها بأنّها معضلة حقيقة بالنسبة للبيئة
مفهوم التلوث البيئي
مفهوم التلوث البيئيّ يعني أي عمليّة اختلاط لأيّ مكون من مكوّنات الوسط البيئي، من ماء وهواء وتربةً، بمواد أو طاقة أو موجات ضارّة، بعض هذه المواد تتسبب بأضرار فورية مؤقتة، والبعض الآخر، لا يظهر ضرره إلا بعد فترة طويلة من الزمن، ما يؤدي إلى اختلال حادّ للتوازن البيئي وللحياة على سطح الأرض
إن تلوث الهواء أو الغلاف الجويّ، هو أشهر أنواع التلوث وأكثرها تدميراً. كانت غازات الدفيئة، التي هي في الأصل طبيعية ثم تضاعفت بشكل كبير بسبب النشاط البشري منذ القرن الـ19، هي المسؤول الأول عن التلوث. هذه الغازات، بالإضافة إلى تلويث الأرض، هي أيضاً سبب الاحتباس الحراري على سطح الكرة الأرضية.
ملوثات الغلاف الجوي الأخرى مثل الجسيمات الدقيقة هي أيضاً ضارة جداً بالكوكب. فتدمير طبقة الأوزون يسمح للأشعة فوق البنفسجية الضارة بالمرور عبر الغلاف الجوي. كل هذه الملوثات ستقلل تدريجياً من جودة الهواء وبالتالي ستؤدي إلى فقدان العديد من الكائنات الحيّة وكذلك الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة
لا يتم تناول تلوث التربة كما غيره من أنواع التلوث، ربما لأنه الأقل وضوحاً للناس، بالرغم من أن هذا النوع من التلوث خطير جداً على صحة الكائنات الحيّة.
يتمّ تلوث التربة عند دخول مواد كيميائية (مبيدات الآفات والأسمدة) مباشرة في التربة، فتتلوث المنتجات والمحاصيل الغذائية الزراعية التي يتناولها الإنسان وبعض الحيوانات
يحصل تلوث المياه لأسباب مختلفة. من الممكن أن يأتي من التلوث الصناعي (تفريغ القوارب في البحار، تصريف المواد الكيميائية)، التلوث من خلال الزراعة (استخدام المواد الكيميائية التي تلوث المياه الجوفية والسطحية)، تفريغ النفط أو الوقود في المجاري المائية أو عدم معالجة مياه الصرف الصحي
تلوث بالنفايات النووية والكيماوية -
للنفايات النووية والكيماوية عواقب وخيمة على البيئة، إذا تم إطلاقها مباشرة في الهواء أو وضعها في الأرض (من خلال سوء الإستخدام والتخزين أو الحوادث والحروب). لهذه النفايات خصوصية البقاء "نشطة" في البيئة لفترة طويلة جداً، وهي قاتلة لجميع الكائنات الحية
هناك العديد من أشكال التلوث، مثل التلوث الضوئي أو الكهرومغناطيسي أو البصري أو السمعي أو حتى التلوث الفضائي
على الرغم من أن هذه الأشكال الجديدة من التلوث، التي أحدثتها بعض الدول الصناعية الكبرى، حديثة إلى حد ما على المستوى البشري، وأقل حضوراً من باقي الملوثات التقليدية، مع ذلك، تبقى خطيرة، وقد تكون ضارة مثل الأنواع التقليدية من التلوث
اضرار التلوث البيئي على الانسان
بعد الاطلاع على أخطار تلوث البيئة على كوكب الأرض، لا بد لك أن نتساءل، ما هي اضرار التلوث البيئي على الإنسان؟
أكدت الدراسات أن المياه الملوثة سببت العديد من الأمراض للإنسان، نذكر منها الكوليرا، والتيفوئيد والجيارديا، كما تسبب المياه الملوثة بالمعادن إصابة الإنسان بالاضطرابات الهرمونية، والسرطان، وحدوث اختلال في وظائف الدماغ
يسبب تلوث التربة أخطاراً كبيرة على صحة الإنسان، إذ يعمل التركيز العالي لبعض العناصر المضرة في التربة، مثل الزئبق، إلى إحداث مشاكل دماغية وأضرار في الكلى والكبد. هذا ويسبب وجود البنزين في التربة الإصابة بسرطان الدم
يعود السبب الرئيسي لأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو وسرطان الرئة إلى الهواء الملوث الذي يستنشقه الإنسان
المياه العادمة التي تنتج من المطابخ والحمامات -
الغازات الناجمة عن حرق النفايات -
المبيدات الحشرية التي تستخدم للزراعة -
الملوثات الصلبة من مخلفات المحاصيل-
حتى نعالج مشاكل التلوث البيئي علينا أن نحمي كوكبنا، وتقع مسؤولية حماية الأرض على عاتق جميع الأفراد. بدايةً علينا الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والحد من التلوث، وأن نزرع في أولادنا حب الأرض، وأن نطلعهم على واجباتهم ومسؤولياتهم للحد من أضرار التلوث، مثل التقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية، والمحافظة على نظافة الأرض والبحر وغيرها من المسؤوليات
العثور على الخيارات الآمنة -
يجب على الإنسان أن يقلل من استخدام المواد التي تضر البيئة، والبحث عن خيارات آمنة، مثل استبدال أكياس البلاستيك بأكياس الورق، والاستعانة بالسماد الطبيعي المصنوع من الفواكه والخضار بدلاً من الأسمدة الصناعية، والتقليل من تدخين السجائر، إضافةً إلى الذهاب إلى المشاوير القريبة سيراً على الأقدام بدلاً من استخدام السيارات، إذ يعتبر دخان السيارات أحد العوامل الرئيسية لتلوث الهواء
يتوجب على الأفراد التوقف عن القيام بالأمور التي تزيد من مشاكل التلوث البيئي، مثل عدم إلقاء القمامة في مجاري المياه وتعتبر هذه العادة من أبرز مسببات تدمير مصارف المياه الجوفية الصالحة للشرب. الحفاظ على مياه الأنهار والبحار والتوقف عن إلقاء المخلفات فيها، إذ يعتبر ذلك سبباً رئيسياً في موت الكائنات المائية
المصادر
سناء الدويكات، 19.9.2021 ،أسباب تلوث البيئة وحلولها ،موقع موضوع
ب، ن ، 2.8.2021 ، التلوث البيئي اسباب ومخاطر وحلول ، الميادين
ب، ن ، 1.6.2020 ، التلوث البيئي واضراره ،إدأرابيا