الـــتــنــمـيـة الـبــشــريــــة
فرع بنغازي

أصبحت التنميّة البشرية من الأمور الأساسيّة التي تعتمد عليها أغلب المجتمعات المتطورة بهدف زيادة القدرات التعليميّة والخبرات العمليّة لمواطنيها لدفعهم وتشجيعهم على العمل المتواصل بكل جهدٍ ومحبة بعيدًا عن الشعور بالكسل أو العجز، فيما يلي سنُسلّط الضوء على نشأة وتطوير مفهوم التنميّة البشريّة، أهدافها، مقوماتها، معوقاتها، وأهم النصائح التي يجب أن يُطبقها مدرب التنميّة البشريّة ليكون ناجحًا في مهنته.

 نشأة وتطور مفهوم ا لتنمية البشرية

نشأ مفهوم التنمية البشرية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والاقتصادي الهائل وخاصة الدول الخاسرة. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية وتجاوز آثار الحرب. ومن هذا التاريخ بدأت الأمم المتحدة تنتهج سياسة التنمية البشرية مع الدول الفقيرة لمساعدتها في الخروج من حالة الفقر التي تعاني منها وحيث تطور مفهوم التنمية البشرية ليشمل مجالات: التنمية الإدارية والسياسية والثقافية، على أن القاسم المشترك في جميع المجالات هو الإنسان. ولهذا فتطور الأبنية الإدارية والسياسية والثقافية له مردود على عملية التنمية الفردية من حيث تطوير أنماط المهارات والقيم والمشاركة الفعالة للإنسان في عملية التنمية إلى جانب الانتفاع بها. وعلى هذا يمثل منهج التنمية البشرية الركيزة الاساسية التي يعتمد عليها المخططون وصانعو القرار لتهيئة الظروف الملائمة لإحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبعد كل هذا يمكن إجمال القول إن التنمية البشرية هو المنهج الذي يهتم بتحسين نوعية الموارد البشرية في المجتمع وتحسين النوعية البشرية نفسها.

أهداف التنمية البشرية

للتنمية البشرية عدة أهداف تتمثل في:

-   القضاء على البطالة عن طريق خلق فرص عمل للشباب.

-   القضاء على الجوع عن طريق رفع معدلات التغذية والإنتاج.

-   توفير كافة الاحتياجات الأساسية للإنسان التي تؤهله لعيش حياة كريمة.

-   الاهتمام بالرعاية الصحية وتقديم المساعدة لكبار السن والأطفال والمحتاجين.

-   تحسين قدرات الفرد لتمكينه من زيادة الإنتاج وإتقان العمل.

-   توفير الطرق أمام الأفراد للحصول على التعليم والتخلص من الأمية والجهل في المجتمع.

-   ترسيخ شعور الفرد بالرقي الشخصي والنمو حتى تنمو به جذور الثقة الذاتية والكفاءة لديه.

-   تنمية الصفات الإيجابية مثل حب العمل والثقة بالنفس وهدوء الأعصاب وغيرها.

-   صقل وتنمية الخبرات الشخصية والعملية.

-   تنمية المواهب والاستقرار النفسي وطرد المعتقدات البالية من أذهان الأشخاص.

-   نبذ العادات السيئة وتشجيع العادات الجيدة مثل احترام المواعيد، والمحافظة على الوقت وعدم اهداره وإتقان العمل.

مقومات التنمية البشرية

هناك العديد من المقومات التي تسعي إلى تحقيق التنمية البشرية، ومن أهم تلك المقومات:

 

التعليم

-    لا يمكن للفرد تحقيق كل أهدافه، دون التعليم، فالتعليم يرسم المسار الأكاديمي، والتطبيقي أمام الأفراد.

-    والذين يعرفون حقاً ما الهدف الذين يسعون لتحقيقه، ومن خلاله أيضاً يتم القضاء على العديد من الصعوبات التي تواجه الأفراد.

-    وتمهد لهم طرق الريادة، والابتكار في تحقيق أنفسهم، وإثبات قدراتهم في مجتمعاتهم.

-    الكثير من البلدان تضع التعليم شرطاً للتوظيف في مؤسساتها الحكومية، والخاصة، ويشترطون التأهيل، والخبرة ضمن التخصص المطلوب للوظيفة.

-    وهذا ما يجعل أكثر فئات الشباب تلجأ إلى الدراسة في الجامعات، والكليات، بهدف الحصول على وظيفة ثابتة، براتب ثابت ومستقبل أكثر استقراراً.

-    حيث يعتبر التعليم  حل يهرب به الشباب من الضغوط الاجتماعية كالبطالة، والفقر، والعزوف عن الزواج.

-    والضغوط الاقتصادية وقلة فرص العمل، والخبرة، والمهارة، لتحسين مستوياتهم الأدائية.

-    وتطوير قدراتهم، وتمكينهم من المنافسة للحصول على فرصة عمل.

التدريب

-    أصبح التدريب ضرورة من ضرورات العمل، حيث يمكن من خلاله نقل المهارات، والخبرات، والأفكار الفنية.

-    والممارسات التقنية، من المستوى النظري، إلى المستوى العملي، أو التطبيقي.

-    وهذا بدوره يدفع الفرد إلى الابتكار، والتميز، والاحتراف، وذلك لإبراز المهارة، والوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة.

-    الاهتمام بوسائل الدفاع الاجتماعي

-    هو مصطلح يهتم في رعاية الأحداث اجتماعياً، ونفسياً، وصحياً، وتوجيههم الوجهة السليمة إلى البرامج.

-    التي تتضمن استفادتهم في تيسير إعادتهم للمجتمع كمواطنين منتجين، وفاعلين حقيقيين.

-    من خلال منظومة شاملة تحقق في نفسهم التقدير الحقيقي لشخص كل واحد منهم.

-    وإخراج القدرات الكامنة بداخلهم، والاستفادة منها في بناء مستقبل جديد.

 الثقافة

-    يساعد الثقافة المجتمع في دراسة سلوك الأفراد بناء على نوع الثقافة السائدة في مجتمعات.

-    وهذا يساعد على العمل المستمر لتطويره، ونزع ما بلي منه من عقول المجتمعات.

-    واستبدالها بقواعد بنائية من شأنها أن ترتقي بالمجتمع كله.

-    والثقافة هي من الأساسيات التي تتكامل مع التعليم لبناء وتطور التنمية البشرية في المجتمعات، فالشاب المثقف يكون مدركاً تماماً لما يحتاج.

-    ولا يتصرف بعشوائية، ويوجه خططه التنفيذية في الاتجاه الصحيح، ليحصد نتائج باهرة، في غضون شهورٍ قليلة من بدء المشروع، أو العمل.

معوقات التنمية البشرية

من المفترض أن يحيى جميع الناس حياة كريمة سوية تتوفر لهم الرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة وفرص العمل والتعليم والمساكن الآمنة، وعلى الدولة أن تزيد من الرواتب وتمويل المشروعات الصغيرة، ولكن عدم المساواة وتوفير عمل لائق والفقر والحرمان والتسلط إلى جانب التفريق في الحقوق بين الغني والفقير، الرجل والمرأة، المواطن والمهاجر كل هذه عوامل تعيق التنمية.

بالإضافة إلى التفاوت السياسي والاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث صراعات وبالتالي إلى زيادة الانقسامات القائمة وإعاقة التقدم.

فأصحاب النفوذ السياسي لديهم القدرة على التأثير على المؤسسات والسياسات مثل الضرائب وبرامج الإنفاق العام ويتمتعون بالصحة والثروة، في حين أن باقي الأفراد لا يملكون رعاية صحية ولا يستطيعون إرسال أبنائهم إلى المدارس.

وأثبتت الدراسات أن التفاوت في التعليم له أكبر نسبة من التفاوت العالمي، خاصة في جنوب آسيا وأفريقيا والدول العربية، وبالتعليم يستطيع الناس معرفة حقوقهم والمطالبة بها، أما عندما لا يستطيع الناس القراءة والكتابة فلا تكون لديهم القدرة على المعرفة وإن وجدت تكون محدودة، خاصة بين النساء والفتيات.






المراجع

غادة سالم ، 26.6.2022 ، دور التنمية البشرية وأهدافها وعوائقها ، موقع قدرات للتنمية البشرية وتطوير الذات .

(ب ، ن ) ، 27.5.2023 ، التنمية البشرية: مفهومها، أهدافها، مقوّماتها، ومعوقاتها ، موقع النجاح .

إبراهيم  العبيدي، 17.8.2017 ، ما هي التنمية البشرية ، موقع موضوع .

المقالات الأخيرة