في
عصر العولمة السريعة وصلت الهجرة البشرية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، وهي سمة
مميزة في عصرنا وطوال تاريخها شهدت أفريقيا حركات هجرة، طوعية وقسرية على حد سواء،
أسهمت في مشهدها الديمغرافي المعاصر، ، وتعتبر الهجرة عبر الحدود في أفريقيا
استراتيجية هامة لكسب الرزق والتكيف في أوقات الانكماش الإيكولوجي والاقتصادي، كما
أنها أساسية لفهم وكذلك التنبؤ ببداية الكوارث الإنسانية وتطورها، وعلى مدى العقود
الماضية كانت الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتدهورة فضلا عن
الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والتدهور البيئي والفقر، أسبابا جذرية هامة للهجرة
الجماعية والتشريد القسري في أفريقيا، كما يسرت عملية العولمة حركة الناس عبر
مختلف مناطق أفريقيا، وإلى مناطق أخرى خارج القارة، مع استمرار ازدياد عدد
المهاجرين وبسبب هذه الاتجاهات تشكل الهجرة قضية رئيسية في القرن الحادي والعشرين،
وتطرح تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية لصانعي السياسات العاملين في إدارة
الهجرة من أجل تحسين القارة.
اتجاهات
الهجرة الأفريقية مستمرة في التصاعد
· تضاعف عدد المهاجرين الموثّقين داخل
المنطقة الأفريقية وخارجها تقريبًا منذ عام 2010، ما يعني استمرار اتجاه عقدين من التوسّع في حالات الهجرة.
· الهجرة الأفريقية مدفوعة بمجموعة متنوعة
من عوامل الشد والجذب في كل بلد، وعوامل الدفع الأساسية هي النزاعات والحكم القمعي
والفرص الاقتصادية المحدودة، كما أن تسعة من أهم 15 دولة أفريقية ينشأ منها المهاجرون تعيش في حالة نزاع.
· يشكل سكان شمال أفريقيا غالبية المهاجرين
الأفارقة إلى أوروبا، وتضم المراكز الثلاثة الأولى، المغرب والجزائر وتونس، أكثر
من 5 ملايين من أصل 11 مليون مهاجر أفريقي في أوروبا، وهذا يؤكد أهمية القرب، ووجود
مجتمعات مهاجرة راسخة، والفرص الاقتصادية كعوامل “جذب” رئيسية تؤثر على عملية صنع
قرارات الهجرة.
· تكشف الدراسات الاستقصائية للمهاجرين
الأفارقة في أوروبا أو المتجهين إليها أن الغالبية إما كانوا موظفين أو طلابًا في
المدرسة وقت مغادرتهم. ومع ذلك، فقد شعروا باليأس من التوقعات الاقتصادية التي
كانت تنتظرهم. فعلى سبيل المثال، شكل التونسيون الفارون من الضغوط الاقتصادية أكثر
من ربع المهاجرين غير الشرعيين الذين تم اعتراضهم في أثناء عبورهم البحر الأبيض
المتوسط إلى إيطاليا في عام 2021.
· يميل المهاجرون إلى امتلاك موارد في
متناول اليد، إما في شكل وظائف أو شبكات الدعم العائلية ، خاصةً عندما يكون أفراد
الأسرة موجودين أصلًا في بلد آخر.
طرق
الهجرة:
الشرق
الأوسط 13%
أمريكا
الشمالية 6%
أوروبا
28%
داخل
افريقيا 53%
البلدان
الافريقية التي بها أكبر عدد من المهاجرين:
· مصر
· المغرب
· جنوب السودان
· السودان
· الصومال
· الجزائر
· جمهورية الكونغو الديمقراطية
· نيجيريا
· بوركينا فاسو
· زيمبابوي
· ساحل العاج
· غانا
· اثيوبيا
· جنوب افريقيا
· تونس
معظم
الهجرة الأفريقية ما زالت داخل القارة:
ما
زالت معظم الهجرة الأفريقية داخل القارة، ما يمثل استمرارًا لنمط ثابت منذ مدة
طويلة. ويعيش حوالي 21 مليون أفريقي موثق في بلد أفريقي آخر، وهو رقم من المحتمل
أن يكون أقل من الرقم الفعلي نظرًا لأن العديد من البلدان الأفريقية لا توثق حالات
الهجرة، والمناطق الحضرية في نيجيريا وجنوب أفريقيا ومصر هي الوجهات الرئيسية لهذه
الهجرة بين الأفارقة، ما يعكس الديناميكية الاقتصادية النسبية لهذه المناطق.
من بين المهاجرين الأفارقة الذين رحلوا من القارة، يعيش قرابة 11 مليونًا في أوروبا، وقرابة 5ملايين في الشرق الأوسط، وأكثر من ٣ ملايين في أمريكا الشمالية.
المراجع:
(ب ،ن ) ، 7.8.2019 ، اتجاهات و دوافع الهجرة
في الجنوب الافريقي ، لمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات.
(ب ، ن ) ، 21.1.2022 ، اتجاهات الهجرة الأفريقية التي يجب مراقبتها
في عام 2022 ، مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية