التدوين على شبكة المعلومات الدولية
فرع بنغازي

تعجّ شبكة الإنترنت في يومنا هذا بمصادر المعلومات الممتعة والمثيرة للاهتمام بما فيها تلك المواقع الإلكترونية التي تقدّم العديد من النصائح والخطوات حول كيفية القيام بأي شيء قد يخطر ببالك.

 في خلال السنوات الأخيرة، ازدادت شهرة المدونات سواءً على الصعيد العربي أو الأجنبي، وأصبحت متنفّسًا ونافذة نستطيعُ من خلالها رؤية تجارب أفراد تمكّنوا من تحقيق تغييرات رائعة في حياتهم الشخصية. تصفح على موقع فرصة مع تطور التكنولوجيا تظهر هوايات وأعمال وثقافات جديدة مرتبطة بها تفتح افاق جديدة للأفراد لكي   يستثمروا فيها، ومن هذه الافاق هي “التدوين الإلكتروني” وباللغة الانجليزية هو “Blogger” الذي انتشر بشكل كبير في العالم الغربي، وأصبح ثقافة اجتماعية مفيدة على مستوى الدولة و على المستوى الإقليمي و العالمي ايضا.

ما هو التدوين

بكل بساطة هو الاتجاه للكتابة بشكل دوري حول موضوع محدد او حول أي موضوع وبكلا الحالتين ستجد قراء وأشخاص كانوا بحاجة لهذه المعلومات التي تم نشرها وان كانت من قبل أشخاص بسطاء ونشرها غير احترافي.

بماذا تختلف التدوينات عن ما يتم نشره في الصحف والمجلات؟

يمتلك التدوين الإلكتروني عدد من الخصائص التي تميزه عن المصادر الرسمية وهي:

أولا: أسلوب التدوين أكثر بساطة وقرب من القارئ عن الاسلوب الرسمي الاحترافي الموجود في مصادر رسمية اخرى، فهو يستخدم المصطلحات اللغوية الدارجة الاكثر تأثير وفهم من قبل كل الطبقات وطريقة كتابة بعيدة عن القوالب الخاصة بالمقالات فطريقة كتابة المدونات كأنها حديث بين طرفين بدون مقدمة ومتن وتحليل واستنتاج وخاتمة.

ثانيا: يركز التدوين على معلومات عامة أو متخصصة لكنها مهمة و مواكبة لحاجات الشباب مثل “تدوينات عن الالعاب الإلكترونية، عن حالات مرضية لحيوانات أليفة، عن اساليب عيش او سفر وغيرها” وهي اكثر مواكبة من المصادر الرسمية التي تتأخر قليلا لكي تواكب كل الظواهر والأحداث  الاجتماعية.

ثالثا: تعتبر التدوينات مصادر معلومات مهمة متوفرة بشكل مكثف أكثر من المصادر الرسمية ومحدثة بشكل دوري بجهود الكثير من الاشخاص، ففي بعض الاحيان يتجه المبرمجون أ و المصممون او اي شخص اخر الى تبويب “Blog” والذي يتوفر في بعض المواقع الإلكتروني للشركات حتى الكبرى لكي يكتب ملاحظة أو موضوع أو سؤال عن مشكلة لم يجد لها حل في تعليمات الشركة او واجهها او أكتشفها.

رابعا: للتدوينات طرفين يتابعونها بشكل دوري وهما

الطرف الأول: الشركات الكبرى: فهي تتابع المدونين الخارجيين أو ماينشر من تدوينات في مساحاتها لكي تتطلع على حاجات المستهلكين او أخر الأخبار و الاقتراحات و المشكلات و حل المشكلات او الإجابة عن التساؤلات المطروحة من الجمهور.

الطرف الثاني: المجتمع: فكثير من طبقات المجتمع تتابع المدونين بكل تخصصاتهم لأنها تغطي جوانب متعددة وبشكل متنوع فقد تجد ان أكثر من 10 مدونين يكتبون بنفس الموضوع فيستطيع القارئ ان يستفيد من ما ينشر من معلومات لديهم من عدة جوانب.

خامسا: التدوينات مهمة داخل البلد وخارجه

أصبحت التدوينات مرجع مهم لمن يريد البحث عن أي موضوع في دولة اخرى، ولو أجرينا تجربة وكتبنا في جوجل “Bloggers in US” سنجد عدد كبير من المدونين الامريكيين الذين يطرحون قضايا متنوعة و بشكل بسيط وبكثافة معلومات هائلة تستطيع من خلالها فهم أي مشكلة او حالة في الولايات المتحدة دون الذهاب الى هناك او جمع المعلومات من المصادر الرسمية التي لا تغطي كل شيء.

كما تقدم التدوينات الإلكترونية نصائح وارشادات  للزائرين الى البلاد من اللذين يرغبون بالسياحة او التجارة أو العمل أو العيش وغيرها.

سادسا: سقف حرية عالي جدا

المدونات الإلكترونية فيها سقف حرية عالي جدا للمدون فهو يستطيع أن يستخدم أي كلمة وأي أسلوب وأي صورة أو صوت أو فيديو دون وجود رقابة مسبقة أو حتى شموله بقانون النشر والمطبوعات “وطبعا تبقى المسؤولية الاجتماعية في النشر هي المعيار المتحكم بما ينشر” لكن بشكل عام هي أكثر حرية ولها قدرات تقنية عالية مثل استخدام الفيديو و الصور و الصوت و الروابط و غيرها الكثير في نفس المدونة والتي لا تتوفر في المصادر الرسمية لنفس الفرد الناشر” أي قد يستطيع ان ينشر مقال لكن بدون صور او صوت وماشابه” ذلك.

سابعا: التدوين أرشيف اجتماعي

يمكن لأي باحث او من يرغب في ان يطلع على حال المجتمع قبل 10 سنوات او أكثر لكن ليس من خلال الكتب والمؤلفات و الصحف السابقة بل من خلال المجتمع نفسه “وهنا الأرشيف يكون  أكثر واقعية و بساطة وصراحة” يستطيع العودة الى المدونات، حيث سيجد أفكار ورؤية المجتمعات السابقة وكيف كانوا يتحدثون و بماذا يرغبون، بل سيجد أن مدونين نشطين كان لهم دور في التغيير قد توفوا و بقيت مدوناتهم وأفكارهم حية.

كيف يمكن ان أصبح مدون

الأمر سهل جدا، هناك الكثير والكثير من المنصات المخصصة للتدوين لكن أشهرها و أسهلها هي التابعة لجوجل “blogger.com” و التابعة لشركة وورد بريس “wordpress.com “.

اما الفرق بينهما بكل بساطة ان التابع لجوجل بسيط بشكل كبير جدا قد لا يكون ملهما للجذب القراءة بسهولة على العكس من موقع وورد بريس الذي ييغريك بأن تطور مدونتك بشكل مستمر نظرا لسهولته و تعدد الخيارات فيه و جماليته الفائقة.

أن كل ما يتطلبه  الأمر لكي تعمل على هذه المنصات هو أن تفتح حساب وتنشئ صفحة كحال صفحة الفيس بك و تبدأ بالكتابة و النشر، وقد ترغب بإضافة صور او فيديوهات ويمكنك ذلك كما هو الحال في فيس بوك وغيرها من السوشيال ميديا.

التدوين عمل

في العالم الغربي تحول التدوين إلى عمل، فبعض المواقع مثل منصة Medium يكتب فيها نخبة مهمة من المؤثرين ورجال الاعمال واصحاب  الشركات ولا تستطيع ان تتطلع على باقي المدونة الا بعد دفع رسوم محددة، وإن ماينشر من مدونات فيها الكثير من المعلومات المهمة و المفيدة، كما إن بعض المدونين قد أنشأوا مدونات خاصة بهم يمكن الدفع لهم من خلالها لتقديم استشارات او خدمات او لشراء مواضيع معينة، اذا يمكن للتدوين أن يتحول إلى عمل ايضا.

المدونة إم وسائل التواصل الاجتماعي

تختلف المدونات عن مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من الخصائص وهي:

اولا: سقف حرية نشر المواضيع في المدونات اعلى من مواقع التواصل، فمن الممكن أن تغلق صفحتك على موقع التواصل ان نشرت موضوع إلكتروني حول شخصية سياسية وهو يملك جيشا إلكترونيا يقوم بتسجيل شكاوى على صفحتك ليتم اغلاقها “وهو امر وارد كثيرا”.

ثانيا: تنظيم المنشورات في المدونة الإلكترونية أعلى من وسائل التواصل لأن المدونات فيها أنظمة الارشفة والبحث في الأرشيف و البحث عن كلمات محددة وغيرها الكثير لكن في وسائل التواصل لا توجد نفس هذه الخصائص بل أن بعض المنشورات تضيع بين أخرى خاصة إذا مر عليها الكثير من الوقت ويستحيل الوصول إليها.

ثالثا: يمكن  للجميع أن يطلعوا على ما ينشر للمدونات حتى لو لم يملكوا حسابات فيها، أما مواقع التواصل فلا يمكن الاطلاع على كل المنشورات فيها الا في حالة فتح حساب أ و وجود حساب فيها.

رابعا: المدونة فيها خصائص متنوعة للتحكم في عرض المنشور من ناحية “الشكل و الاقتباس و اضافة الصور و الفيديوهات والصوت وغيرها ضمن المنشور” أما وسائل التواصل فهي محدد بعض الشيء من ناحية عدد الكلمات او الفيديوهات أو الصور وغيرها.

خامسا: المدونة الإلكترونية لها قدرات عرض الرغبة الشخصية للمدون من ناحية الشكل و استخدام الألوان و التنظيم فهي انعكاس لشخصيته ويمكنه تغييرها بما يلائم المواضيع، اما وسائل التواصل فهي تضعك ضمن قالب واحد مشابه للجميع بالتالي لا يوجد انعكاس لشخصية الكاتب.





المراجع :

( ب ، ن ) ،11.12.2021 ، التدوين ما هو وما طريقة الربح منه ، موقع الخطة العربية .

( ب، ن ) ، 15.5.2020، ماهي المدونات الإلكترونية وكيف تستطيع كتابة مدونتك الخاصة ، موقع إدارة تعليم منطقة عسير .

المقالات الأخيرة