تحولت مادة «برومات البوتاسيوم» السامة والمسببة للسرطان إلى لغز تتقاذفه المؤسسات المعنية في البلاد، بعد تضارب النتائج بشأن اكتشافها بنسب عالية في عينات من الخبز والدقيق.
حيث بات الليبيون يعيشون حالة من الخوف على وقع ما تردد خلال الفترة الماضية عن اكتشاف مواد تسبب الإصابة بالسرطان، في تحليل عينات للدقيق بالبلاد.
و جاءت التحذيرات من المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، الذي أجرى تحليلًا لعينات من الخبز كشفت أن أقل نسبة من هذه المادة السامة بلغت 300% عن المسموح به، بل ووصلت في إحداها إلى 1300%. لكن سرعان ما نفى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وجود «برومات البوتاسيوم» في الدقيق أو الخبز المنتج محليًا، وقال إنهم تأكدوا من عدم وجودها «عبر نتائج تحاليل» أجريت في الفترة من يناير 2021 إلى يناير 2022.
وفي أبريل الماضي، حذرت دراسة لجامعة طبرق من تركيز مادة برومات البوتاسيوم في الخبز التي تستخدم تجاريًا تحت مسمى «مُحسن» في صناعته، وهي الدراسة التي أجراها د.محمد بالنور وهناء عبدالعزيز وأمل عمار على عدد من المخابز بمدينة طبرق.
هذه المادة تم منع استخدامها في الكثير من دول العالم منذ عشرات السنين، ومنظمة الصحة العالمية قامت بمنع استخدامها منذ عام 1993، لأنها تؤدي إلى الإصابة بسرطان البروستاتا والجهاز الهضمي وسرطان الغدة الدرقية، والعديد من الأمراض الأخرى
وكما يشار الي ان وجود مادة "برومات البوتاسيوم" المسبّبة للسرطان في الدقيق والخبز المتداول في الأسواق الليبية، أثار هلعاً وخوفاً شعبياً، وسط مطالب بسحب كل الدقيق الموجود بالأسواق، وفتح تحقيق لتحديد الجهات المسؤولية عن استيراده ومحاسبة كل من تعمد الاستهانة بحياة المواطنين.
في المقابل نفى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في بيان، ما ورد في التقرير، قائلاً إنها "أخبار خاطئة تمس وتهدد الأمن القومي للبلاد"، لافتاً إلى أن مادة "برومات البوتاسيوم" تم حظر استيرادها منذ عدة سنوات
كما طمأن الليبيين مؤكداً سلامة وجودة الخبز والدقيق المتداول، مشيراً إلى أنه أجرى عدة تحاليل واختبارات بفرع المركز في طرابلس ومختبرات جامعة بنغازي ومختبرات القمة بمدينة البيضاء، وتم التوصل إلى نتائج نهائية تفيد أن جميع العينات التي تم سحبها خالية من هذه المادة.
وقال نقيب الخبازين بوخريص محمد إنه منذ صدور قرار حظر توريد مادة برومات البوتاسيوم والنقابة تعمل على بالقرار وفق إجراءات منظمة.و أوضح أن بناء على تقرير هيئة الرقابة على الأغذية والأدوية بداية العام الجاري بعد أخذ عينات من أكثر 400 مخبز في 50 مدينة أثبت عدم وجود هذه المادة المحظورة. وأضاف:” قد تكون المادة التي وجدت في التحاليل الأخير جاءت من الماء المضاف للدقيق وهذا أمر فني يعلمه أهل الاختصاص