سباق إقليمي قبل تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا

سارعت عواصم عربية وإقليمية لها تدخل مباشر في الملف الليبي كمصر وتركيا، الخطى، واستقبلت أطرافا ليبية قُبيل تعيين مجلس الأمن الدولي مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا، بعد إعلان مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز انتهاء مهمتها في ليبيا. لا يزال الوضع داخل ليبيا على ما هو عليه منذ نحو 6 أشهر، فبعد إعلان مجلس النواب تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، أكد رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة تمسكه بمنصبه، رافضا التسليم لعدم انتهاء مدته وفق خارطة طريق جنيف التي أوصلته للسلطة، حسب رأيه


انقسم الموقف الدولي بشأن ليبيا في وقت مبكر، فبعد دخولها تحت البند السابع للأمم المتحدة، وسقوط النظام السابق، لم يتمكن مجلس الأمن من سد فراغ السلطة خاصة بعد عام 2014 وتدخلت عديد الدول في الشأن الليبي بشكل مباشر، وحدثت أزمة الشرعية. وبعد الحرب الروسية الأوكرانية طفى على السطح بوضوح الخلاف الدولي، وأعلنت روسيا والإمارات رفضهما تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا خلفا لإيان كوبيش المبعوث السابق، الأمر الذي فاقم الأزمة إلى حد كبير

وتوالت زيارة الأطراف الليبية إلى العواصم الإقليمية والعربية، في سباق محموم لتقديم رؤية أو مقاربة سياسية تسبق تعيين مبعوث جديد لليبيا، ومن المرجح الاتفاق عليه في جلسة لمجلس الأمن. رئيس مجلسي النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري يزوران العاصمة المصرية القاهرة حيث تم بحث البدائل بشأن الحكومة، ومستجدات الوضع السياسي. ومطلع أغسطس الجاري زار فخامة المستشار عقيلة صالح تركيا لأول مرة منذ توليه منصب رئاسة مجلس النواب، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردغان ونظيره مصطفى شنطوب


ورحب فخامة المستشار عقيلة خلال وجوده في تركيا بعرض قدّمه خالد المشري جاء فيه تشكيل حكومة جديدة. ومازال المستشار عقيلة صالح متمسكا برئيس الحكومة فتحي باشاغا الذي منحه الثقة مطلع مارس الماضي، ولم يقبل بأي عرض لتشكيل حكومة جديدة، سواء أكان من رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، أو من أي طرف آخر، وفق تصريح مستشار رئيس مجلس النواب فتحي المريمي. حيث عقد مجلس الأمن الدولي نصف اغسطس من العام الجاري جلسة بشأن ليبيا، يبحث خلالها تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتحدثت مصادر دبلوماسية، عن أن المرشح الجديد لمنصب الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هو الوزير السنغالي السابق عبدالله بيتالي، الذي تتعين موافقة مجلس الأمن الدولي عليه قبل تعيينه

وفي حال تعيين بيتالي رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، سيكون المبعوث رقم 8 بعد كل من الأميركية ستيفاني وليامز، والسلوفاكي يان كوبيتش، واللبناني غسان سلامة، والألماني مارتن كوبلر، والإسباني برناردينو ليون، واللبناني طارق متري، والبريطاني إيان مارتن، والأردني عبدالإله الخطيب. ويعمل بيتالي منذ 2014 مع الأمم المتّحدة، وكان رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة في أفريقيا الوسطى "مينوسكا"، كما ترأس أيضاً لجنة المراجعة الاستراتيجية لعمل البعثة الأممية في ليبيا


وأعلنت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالشأن الليبي، ستيفاني وليامز، في نهاية يوليو الماضي انتهاء مهمتها في ليبيا، من دون أن تكشف عن توصلها إلى أي نتائج ملموسة في الأزمة التي قادت ملفها منذ ديسمبر، في ظل خلافات محلية وإقليمية ودولية عميقة، على الرغم من أن عملها كان مركّزاً على إقناع الأطراف الليبية بصياغة قوانين وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نهاية العام الماضي. وشغلت وليامز عدة مناصب في ليبيا، بدأتها بالقائمة بأعمال السفارة الأميركية في طرابلس بالإنابة عام 2018، ثم عملت نائبة لرئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، قبل استقالته. وفي مارس 2020، تولت مهمة رئاسة البعثة بالإنابة، قبل أن تغادر المهمة الأخيرة، وتعود في ديسمبر بصفة مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، للشأن الليبي.






المصادر

ب.ن، 15/8/2022، مجلس الأمن يبحث تعيين مبعوث أممي جديد لليبيا، العربي الجديد

ب.ن،14/8/2022، سباق اقليمي لتعيين مبعوث اممي جديد، فواصل

المقالات الأخيرة